-A +A
عابد هاشم
• بفضل الله وتوفيقه ثم بتضافر جهود منسوبي مدرسة الملك فهد المتوسطة بجدة، وتعاون شريحة من أولياء أمور الطلاب، وبموجب خطة دقيقة ومجدولة أعدتها إدارة المدرسة، واعتمدها وتابع خطواتها ومراحلها مدير عام التعليم في المنطقة الغربية «آنـذاك» الدكتور عبدالله محمد الزيد، بدأت المدرسة منذ عام 1416هجرية، تحق قفزات نوعية متتالية، ففي ذلك العام انتقلت من مبناها القديم بحي الروضة إلى مبناها الحالي بشارع التحلية، وفي نفس العام احتضنت المدرسة معرض الكتاب وتحولت بعد تجويد مدخلاتها وتميز مخرجاتها إلى نموذجية، وفي العام التالي تم إدخال وتوظيف التقنية التعليمية، فكانت أول مدرسة حكومية في جدة يتلقى طلابها تعليمهم عبر أجهـزة «اللاب توب» المحمولة، وفي العام نفسه أصبحت المدرسة إحدى المدارس الرائدة.
•• تسلطت الأضواء على المدرسة وأصبحت مطلبا للسواد الأعظم من الراغبين في إلحاق أبنائهم بها، فاق الإقبال قدرتها الاستيعابية، وطبيعي أن يكون لغير المتمكنين من الالتحاق بها ما يتعدد ويتباين من ردود الفعل.

•• تشرفت المدرسة بزيارتين متتاليتين لمعالي وزيـر التربية والتعليم «آنـذاك» الدكتور محمد بن أحمد الرشيد يرحمه الله وكان في كل زيارة يكرس اهتمامه وتقصيه على عدد من المحاور الجوهرية وبأسلوب غير مباشر.
•• تلا تلك الزيارتين زيارته للمدرسة مع مدير عام منظمة اليونسكو ووفد من الوزارة إلى جانب مدير عام التعليم حينذاك الدكتور خضر القرشي وعدد من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة ولم يترك في تلك الزيارة مرفقا في المدرسة إلا قصده هو وضيفه ومرافقوه بما في ذلك جلوسه هو وضيفه إلى جانب طلاب أحد فصول المدرسة ومتابعة شرح المعلم.
•• غير ما تناقلته وسائل الإعلام عن صور ومضامين تلك الزيارة، وغير ما قاله معاليه وأثنى عليه ضيفه مدير عام منظمة اليونسكو في ختام تلك الزيارة، ومما قاله معاليه يرحمه الله لوسائل الإعلام والوفد المرافق: «لو عاد بي الزمن طالبا لسألت الله تعالى أن يمن علي بمدرسة كهذه وإن كان يندر من بين مدارسنا الحكومية مثل هذه المدرسة».
•• وغير ما جاء في أعقاب تلك الزيارات لمعاليه، من زيارات متتالية لعدد من الوزراء والسفراء وكبار المسؤولين من بينهم وزراء التعليم في اليابان، الجزائر، تونس، وسفير اليابان، وسفير الكويت، إلى جانب وفود تعليمية من مختلف مدن المملكة، وغير ما دون لهم في سجل زيارات المدرسة.
•• غير كل هذا وذاك، يبقى في ذمتي أهم العبر والدروس وهي ما تتمثل فيما أحتفظ به «خطيا» وقاله لي شخصيا هذا الوزير منصبا وقدرا وقدرات متناهية السمو والحنكة والحكمة يرحمه الله:
«أخي عابد قبل أن أزورك في مدرستك الرائدة حقا مضمونا وشكلا جاءني من صيتها الإيجابي ما أسعدني، وأزعجني ما أخذ يصيبها وإياك بما لا قد تكون على علم به مما «يقال» فعملت بما أمر الله به «فتيبنوا»، فسألت عنك أخي الدكتور عبدالله الزيد مدير عام التعليم «آنـذاك» فأثنى عليك كما لم أسمعه يثني على أحد، إلا أن أهم ما توقفت عنده من بين ما قاله: إنه بفضل قيادتك قدمت أول مدرسة نموذجية في جنوب جدة وفي أقدم وأفقر حي شعبي وهي مدرسة عروة بن مسعود النموذجية بحي غليل ومنها رشحك للنهوض بهذه المدرسة.
فعمدت للتبين المباشر فقمت بزياراتي تلك للمدرسة وبعد أن وقفت بنفسي على كل ما يبهـر ويشرف تعمدت أن أعزز قناعتي وشهادتي المستحقة لك بإشادة على مستوى أوسع وأرفع ومحايد وكلي يقين مسبقا بأحقيتك ومدرستك بكل ما قاله وخطه أولئك المسؤولون من ثناء جعلني أغبط تعليم جدة على قائد مثلك فامضِ قدما».
•• رحمك الله يا أبا أحمد رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وألهم ذويك ومحبيك الصبر والاحتساب.. والله من وراء القصد.
تأمـل: «إنا للـه وإنا إليه راجعون».